في أحد الأيام شعرت بوعكة صحية وترددت في نفسي عن زيارة الطبيب او الذهاب الى المشفى لقلقي الشديد من ارتياد هذه الاماكن بسبب التعامل الجاف نوعا ما والتعامل مع المريض من الناحية العضوية لاالنفسية .. ولكن اصرار المقربين حولي وقلقهم علي اجبروني للذهاب الى إحدى العيادات لإجراء الفحوصات اللازمة وتلقي العلاج.
ذهبت بعد ذلك والقلق والخوف كانا هما من رافقاني حينها.. وقبل وصولي الى مكان العيادة بدقائق تذكرت أنني لم أحجز موعدا مسبق فسارعت على الفور بأخذ رقم الدكتور من احد الاقارب لتحديد موعد للمعاينه.. اتصلت به فرد علي واخبرته بأنني قريب من مكان عمله واريد الحجز في اقرب وقت ان امكن .. فسألني بصوت دافئ مما تعاني ياصديقي.. فأخبرته بأيجاز مما اعانيه .. ثم قال انتظرني في العيادة انا قريب منك سأكون عندك خلال دقائق.
وصلت الى باب العيادة فسألت حارس المبنى في اي طابق عيادة الدكتور فأخبرني انها في الطابق الثاني صعدت السلالم وصلت الى الطابق الاول تفاجئت بمكتب السكرتارية الذي ادهشني ديكوره الأنيق ورقي الموظفين فيه وزاد اندهاشي ايضا عند سؤالهم لي هل أنت علي فأخبرتهم بلى أنا هو كيف عرفتم اسمي? فأخبروني ان الدكتور اتصل بهم وأخبرهم بقدومي.. .. فشعرت بأرتياح كبير..
وماهي إلا دقائق حتى جاء الطبيب واخبرتني السكرتارية أن الطبيب بأنتظاري في مكتبه فسرعان ماتوجهت اليه … رجل انيق مشرق الوجه باهي المحيا هكذا كان الدكتور / خالد نشوان .. ومكتبه الفخم ونظافة عيادته التي ليس لها نظير ورائحة المكان الزكية.. صافحني بحفاوة وكأنه يعرفني واعرفه و ينتظر قدومي منذ زمن بعيد ياله من شعور جميل يعجز الانسان عن وصفه أن يستقبلك طبيب بهذه المشاعر ….
ليس هذا فحسب فلقد قدم لي الحلوى والعصير البارد لم اعتد في حياتي أن شاهد مثل هذا المشهد الرائع …
تحدثنا انا والدكتور خالد عن مقتطفات متفرقة من العالم وحديثه الشيق الذي لايمل وتفاجئت بأن الدكتور خالد ليس طبيب بشري فحسب فهو أديب بكل ماتعنيه الكلمة فمنذ نعومة آظافره كان يكتب في أحدى الصحف الرسمية في العدد الخاص بالادب والثقافة والتي كان يتفرد بها حينها أسطورة العصر الأستاذ عبدالله البردوني كما كانت له العديد من المشاركات الادبية وكتابة القصة في المجر وحصل على المركز الأول… حينها نسيت الآلام التي كنت اشتكي منها ثم عاد يسألني مما أعاني وطمئنني مسبقا قبل أن اجيبه بأن صحتي ممتازه بشكل عام وأن اجري بعض الفحوصات من اجل ان يعزز كلامه لي. لا أكثر فنظرته للمرضى سبحان الله لاتخطئ غالبا.. فأجريت تلك الفحوصات وساعدني كثيرا في تخفيض التكلفة المادية لها وكذا العلاجات ايضا ..اخبرته بأنني ممتن لتقديمه لي هذا الجميل فرد علي وهو مبتسم إن ماصنعه واجب انساني يقدمه لكل مرضاه وأنه ينتظر الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى…
ليس الغرض من هذا المقال الجانب القصصي للقارئ أو الترويج لعيادة الدكتور خالد نشوان فهو في غنى عن هذا بقدر ما أريد ٲن اوجهه من رسالة لكل افراد المجتمع وقاداته .. ماأحوجنا الى هذا النموذج الجميل الذي يستحق أن يكون في الصدارة عندما ترتبط المهنة بالقيم الانسانية الرفيعة ولااتحدث عن الطب فحسب بل بشكل عام سنكون ذلك النموذج البشري الذي اراد الله عز وجل أن نكونه خلفائه في الارض فخليفة الله هو من يعمر الأرض بالمحبة والسلام وتقديم يد العون للآخرين.